منذ بداية اندلاع الاحداث وتطورها سريعا اصبح الانسان المصرى فى رحلة بحث عن ذاته فخرج عن المألوف والمعروف عنه كانسان مسالم وطيب وصابر وراضى بما يحدث له منذ ثلاثة عقود او اكثر
خرج يبحث فى كل الطرقات عن نفسه عما جعله صامتا خرج واقسم الا يعود الا بتحقيق مطالبه المشروعة جدا وبطريقة اقرب الى التحضر من الهمجية واقرب الى التنظيم من العشوائية لدرجة انها اربكت النظام المستبد بكل وسائله القمعية القديمة والحديثة ففشلت كل الوسائل ان توقفه او تثنيه عما نوى ان يسترجعه من حقوق له سلبت منه بشتى الطرق المشروعة ومن خلال وسائل تتفاوت درجاتها من اعنفها واقساها كقمعه وسلب حريته بالسجن والتنكيل والتعذيب واهونها كالتنويم السياسى الاقتصادى المغناطيسى وزرع روح العجز بداخله وانه غير قادر او جاهز للديمقراطية وكاد ان يصدق فعلا ما حدث له وانه حقا هذا الانسان الذى اراده النظام ان يكون .
فى الايام الاولى كدت لااصدق ما يحدث لنا ظللت اتسأل اهذا نحن حقا ؟!؟؟ بحثت فى اجابات شتى فلم اجد الا نعم نحن ومن سوانا .
اتسأل مرة اخرى اين كنا طيلة هذه المدة اكنا مسجونين ؟؟!؟! نعم كنا مسجونين داخل زنازين كثيرة تحت مسميات متعددة باساليب ذكية ضمن سياسة الحكومة صاحبة البطاقات الذكية ومقرها القرية الذكية حياتهم كلها ذكاء ولكنهم افتقدوا الى الذكاء العاطفى
السياسة الخارجية الحكيمة والحماية من ويلات الحروب وكاننا نعيش فى غابة كبيرة لن يحمينا فيها سوى هذا الاسد الكهل العجوز
عدم وجود فكر او تثقيف سياسى بفعل فاعل غير عاقل لعدم اظهار اى وجود لاى معارضة تجعلنا نصل لنتيجة وحيدة شئنا ام ابينا وهو لا يصلح الا هذا النظام لحكمنا ابد الدهر والى ان يرث الله الارض و من عليها
سياسات التنمية والبنية الاساسية والخدمات ومعدلات النمو والتطور الذى تشهده البلاد والحرية التى اصبح عليها الكتاب والادباء والمثقفين ولكن كل هذا تراه فقط فى اعلام حكومى مرئى او مقروء او مسموع تراه فقط فى مؤتمرات الحزب الحاكم ولكن متى شعرنا به كشعب الاجابة ابدا لم نشعر بتنمية ولا نمو ولا حرية.
كل ما شعرنا به هو الرشوة والمحسوبية والفساد الذى انتشر فى مجتمعنا بشتى طوائفه وطبقتيه العليا والسفلى اصبحنا لا نسعى لشئ الا ان نوفر حياة لانفسنا ليست كريمة ولا غيرها افقدتمونا الاحساس بالحياة وحتمية اختيارنوعها اوحتى طريقة معايشتها .
عندما كنتم تتحدثون دائما عن محدودى الدخل اكنتم تقصدونا نحن حقا ؟!!!!! بالطبع لا
من المستحيل هذا كان يكتب وانتم تتلونه وكأنكم فرقة مسرحية رائعة تظهرون علينا فى ابهى صوركم من البدل الانيقة والكرافتات الشيك والساعات الفاخرة والسيارات الفارهة وتتحدثون الينا وتقولون محدودى الدخل احس الان ان التشبيه لم يكن على المستوى لان الممثل عندما يقوم بدور فقير او متعاطف مع فقير لم يكون مثلكم وانتم مدعون لحضور مؤتمرات الحزب كنت اشعر انكم على البساط الاحمر فى كان لاستلام السعفة الذهبية فى الكذب والنفاق والتضليل والتزوير والفساد
احسسنا اننا مصريين فقط عندما نرى مصر تحصل على بطولة رياضية حتى هذه اللحظات السعيدة التى كنا ننتظرها لنتذكر اننا مصريين ونفخر بهذا كنتم تأتون لتحبطونا بوجودكم ونسب كل النجاح الى سيادة الرئيس راعى كل شئ فى هذه البلاد حتى انفاسنا التى نشمها ونستنشقها هو راعيها
جعلتم منه خرافة وكنتم تريدون ان نصدقها هو الاب والزعيم والقائد وبطل الحرب وبطل السلام وراعى الرياضة والفن والثقافة وكل شئ كم كنت اتمنى ان تضيفوا راعى الفساد ايضا الى القابه وصفاته
ظللتم تضعون صور له فى شتى الميادين والمصالح الحكومية والطرق والكبارى وكأننا نحبه ونعشقه وتكتبون عليها مصر مبارك واين نحن من مصر التى كنتم تحكمونها وتتحدثون عنها كنتم تزرعون بداخلنا انها فعلا مصر مبارك ولا يصح ان تكون سوى ذلك
اغفلتمونا وقضيتم على هويتنا العربية والمصرية تباعا وفقدتمونا الانتماء ولم تكتفوا بهذا وصلت بكم الى ان زورتم ارادتنا وجئتم بمجلسى شعب وشورى على اهوائكم ومخططاتكم لتمكين الابن من الجلوس مكان ابيه وكأن مصر اصبحت شقة قانون قديم وعلى اصحابها الحقيقين كمتضررين اللجوء الى الله
وجاءت الثورة واتضح ان الشعب لم يمت وان هويتنا كمصريين مازالت تجرى فى عروقنا وتعيش بداخلنا وانتفض الشعب وخرج بعدما رأى الشباب يفجرونها فى الميادين واتحدت قوى الشعب واتضح انها بلادنا نحن وليس هم .
اتضح اننا اصحابها وابناءها ورجالها ونساءها وسواعدها التى تقف عليها شامخة عالية
اتضح اننا نعشقها وانها تتجمل وتتباهى بنا امام من يعرفها بين كل من يحبها او يكرهها
وهاهم مرة اخرى يحاولون افساد كل ما هو جميل فيضربون ويعتقلون ويقتلون ويفتنون ويشيعون الفوضى والبلطجة ويقهرون لكى تظل مصر مبارك الذين يخططون لها ويحاولون بشتى الطرق ان يقنعونا انه فعل كل ما تريدون هيا اذهبوا وعودوا كما عودناكم ان تلتزموا وترضخوا وان نفكروا فقط فى حياتكم واسركم عودوا كما جئتم هذا ليس انتم!! كانوا يتخبطون ويترنحون ولكن لا يشعرون كانوا يثقون فى ان سياساتهم التى حمتهم طيلة العقود الثلاثة الماضية ستحميهم وتعيدهم اقوياء
ولكن الله اراد لنا ان نستفيق ان نعود كما خلقنا احرارا ان نعود لكرامتنا ووضعنا الطبيعى بين الامم التى فضلنا عليهم بذكرنا فى كتابه العظيم اكثر مرة وان يقول رسوله الكريم الذى لا ينطق عن الهوى اننا خير اجناد الارض نعم نحن ومن سوانا حطمنا كل القيود كسرنا كل الزنازين عبرنا كل الحواجز ثورنا ثورنا وبقيت ثورتنا حتى ايقنوا انها الساعة انها النهايةلقد فات الاوان وظهر الحق فى الميدان
لقد خرجنا لقد صرخنا
خرجنا لنصرخ عاليا عاليا صرخنا ولم نخاف كما اجبرتونا طيلة ثلاث عقود
صرخنا ليرحل الطاغية ليسقط النظام لتستفيق البلاد صرخنا ليعلم عدونا قبل صديقنا اننا مصر فقط وليس مصر مبارك
نحن المصريين خرجنا عن بكرة ابينا وصرخنا بحناجرنا عالية وعدنا بالعزة والكرامة والحرية
فلنحافظ على ما حققناه على ما انجزناه ولنحتفل بهذا ولنحتفى بانفسنا ولنكرم ونخلد ذكرى شهداءناولنبنى مصرنا نحن التى نحبها ونعشقها
الله اراد ان يسقط الظلم والطغيان
الله اراد ان ينتصر الشعب وألا يبقى مهان
الله اراد ان يسقط ويحاكم كل خائن جبان
الله اراد ان تستفيق مصر ام الدنيا والبلدان
الله وحده اسقط النظااااااااااااااااااااااااااام